الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{فردوا أيديهم في أفواههم} [9]أي: عضوا على أيديهم من الغيظ والحزن، والمحزون المغيظ يعض يده. أنشد المبرد: قال الحسن: كأنهم ردوا أيديهم على أفواه الرسل، على طريقة المثل، إما على ردهم قولهم، وعدم استماعهم، وإما لخوفهم منهم.قال عبد يغوث: وقال عمرو بن معد يكرب-وشبه مثل هذه الحال بإجرار الفيصل بالرضاع-: ويجوز الحمل على كراهيتهم ما قاله الرسل، كما يقال لمن كره استماع شيء: رد يده إلى صماخه، وجعل إصبعه في أذنه، قال الله تعالى: {يجعلون أصابعهم في ءاذانهم} وقال ابن ناعصة الأسدي: {من ماء صديد} [16] أي: من ماء مثل الصديد، فاختصر، كقولك: هو أسد.وقيل: من ماء يصد الصادي عنه لشدته وكراهيته.: {ويأتيه الموت من كل مكان} [17] أي: أسبابه من جميع جسده، كأن من تحت كل منبت شعرة منبع ألم. وقيل: من جهاته الست. {في يوم عاصف} [18] أي: عاصف الريح فاكتفي بدلالة الحال، وقيل: يوم عاصف: ذو عصوف.: {ما أنا بمصرخكم} [22]هذه من لغات السلب، فإن الصارخ: المستغيث، والمصرخ: المغيث، ونظائرها كثيرة، مثل: الإشكاء، والإعتاب، ونحوهما. قال سلامة بن جندل: وقال آخر: وجميع النحاة لا يقبلون قراءة حمزة: {بمصرخي} بكسر الياء. وهو لغة بني يربوع، ولها وجهان: إشباع ياء الإضافة، فيصير بمصرخي، ثم حذفت الزيادة وتركت الحركة للدلالة عليها. والثاني: أنه لما حذفت نون الجمع للإضافة التقت ياء الجميع بياء الإضافة وهما ساكنتان في الأصل، فحركت ياء الإضافة إلى الكسرة.{اجتثت} [26] انتزعت. قال الهذلي: {لا بيع فيه} [31] خص البيع، لما في المبايعة من المعاوضة، فيظن أن ذلك كالفداء في النجاة عما أوعدوا به، فصار في المعنى كقوله: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها}.: {ولا خلال} مصدر خاللته مخالة، وخلالًا.: {دائبين} [33] دائمين فيما سخرهما الله عليه.: {أفئدة من الناس} [37] قلوبًا. وقيل: إنها تكسير وفود على أوفدة، ثم قلب اللفظ، ثم قلبت الواو، كما قلب في الأفئدة التي هي جمع الفؤاد.: {تهوى إليهم} [37]تقصدهم. {وتقبل دعائي} [40] عبادتي. {ربنا اغفر لي ولوالدي} [41] كانا في الأحياء، فرجا إيمانهما.: {تشخص فيه الأبصار} [42] ترتفع من قولهم شخص بصر المريض شخوصًا، وشق شقوقًا. {مهطعين} [43] مسرعين.ولا يفسر بالإطراق لقوله: {مقنعي رءوسهم}، والإقناع: رفع الرأس إلى السماء من غير إقلاع، قال الراعي: 645- زجل الحداء كأن في حيزومه قصبًا ومقنعة الحنين عجولا. العجول: الناقة مات ولدها فحنت، وإذا حنت الناقة، رفعت رأسها.: {وأفئدتهم هواء} جوف عن القلوب، لشدة الارتياع. أنشد أبو زيد: ومثله للراعي: {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [46] أي ما كان مكرهم لتزول منه الجبال، توهينًا لمكرهم، وتحقيرًا لأمرهم.: {فلا تحسين الله مخلف وعده رسله} [47] قيل: تقديره: مخلف رسله وعده، فجاء مقلوبًا: أي: الشعار الأديم. وقال آخر: والأولى: أن يقرر على اللفظ، لأن الإخلاف من الأفعال الجارية على الوجهين، يقال: أخلف زيد وعده، وأخلف وعده زيدًا، ومثله: أصاب زيد مالًا، وأصاب زيدًا مال، ووافق زيد حديثنا، إذا صادفهم يتحدثون، ووافق زيدًا حديثنا، إذا سره وأعجبه، وأحرز زيد سيفه، إذا صانه في غمده، وأحرز زيدًا سيفه، إذا حصنه وصانه من القتل.{مقرنين في الأصفاد} [49] أي: يجمعون في الأغلال، كما كانوا في الدنيا مقترنين على الضلال.تمت سورة إبراهيم. اهـ.
ولو شيت جعلت: {الخِلال} مصدرًا لأَنها من خَاللْتُ مثل قَاتَلْتُ ومصدر هذا لا يكون الا الفِعال أو المُفاعَلَة.{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}وقال: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} اي: آتاكم من كُلِّ شَيُءٍ سَأَلْتُمُوهُ شَيْئًا وأَضمر الشيء كما قال: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} أيْ: أُوتِيَتْ من كلِّ شَيءٍ في زمانِها شَيْئًا قال بعضُهم: إِنما ذا على التكثير نحو قولك: هُوَ يَعْلَمُ كُلَّ شيء وأتاه كلُّ الناسِ وهو يعني بعضهم: وكذلك: {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}. وقال بعضهم: لَيْسَ من شَيْءٍ إِلاّ وَقَدْ سأله بعضُ الناس فقال: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} أي: مِن كل ما سألتُمُوهُ قد آتى بعضَكُم منهُ شيئا وآتى آخَر شَيْئًا مما قد سأَل. ونون بضعهم: {مِّن كُلٍّ} يقول: {مِّن كُلٍّ} ثم قال لَمْ تَسْأَلُوهُ إيّاه كما تقول: قَدْ سَأَلْتُك مِنْ كُلٍّ وقَدْ جَاءَنِي مِنْ كُلٍّ لأنَّ كُلّ قد تفرد وحدها.{رَّبَّنَا إِنَّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}وكذلك قال: {إِنَّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ} يقول: أَسْكَنْتُ منْ ذُرِّيَّتِي أُنَاسًا [142] ودخلت الباء على: {وادٍ} كما تقول: هو بِالبَصّرَةِ وهو في البصرة.وقال: {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} زعموا انه في التفسير تَهْواهُم.{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}ونصب: {مُهْطِعِينَ} على الحال وكذلك: {مُقْنِعِي} كأنه قال: {تَشْخَصُ أَبْصَارُهُمْ مُهْطِعِين} وجعل الطَرْفَ للجماعة كما قال: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.{فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}وقال: {مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} فأضاف الى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن ان نضيف الى الآخر لأنه يفرق بين المضاف والمضاف اليه وهذا لا يحسن. ولابد من اضافته لانه قد ألقى الألف ولو كانت مخلفا نصبهما جميعا وذلك جائز في الكلام. ومثله هذا مُعْطي زَيْدٍ دِرْهَما ومُعْطٍ زيدًا دِرْهَما.{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ}وواحد: {الأَصْفَادِ} صَفَد. اهـ.
|